
القامشلي
مجتمع الكوجر – قرية طبكه
في قرية طبكه في سوريا، يجسد مجتمع الكوجر تاريخاً من التنقل والأصول البدوية، كالأكراد الرحل الذين ينحدرون أصلاً من أرض إمارة بوطان التاريخية (القرن التاسع عشر) في كردستان وهي منطقة تاريخية وجغرافية، امتدت بين العراق وتركيا وإيران وسوريا. بعد فشل ثورة الشيخ سعيد بيران، والتي قامت ضد الحكومة التركية عام ١٩٢٥، تفرقت عشيرة كوجر ميران في العديد من القرى السورية ومنها قرية طبكه.
تحتل الاحتفالات الثقافية مكانة خاصة في مجتمع الكوجر. المناسبات مثل عيد الأضحى وعيد الفطر ليست مجرد طقوس، بل تحمل رمزية عميقة تعكس تماسكهم مع باقي سوريا. تتسم الاحتفالات برقصات الدبكة وألحان الموسيقى التقليدية، ما يضفي أجواء من الفرح ويبرز روحهم الثقافية الحية والمفعمة بالإنتماء.
تعكس أصوات الطبل (الدوهول) والزورنا تقاليد مجتمع الكوجر؛ حيث كانت هذه الآلات في الماضي مصدر رزق أساسي، لكن الظروف الحديثة فرضت تحولات، وأصبح الموسيقيون يمارسون وظائف أخرى لتأمين معيشتهم. هذه المهنة غالباً ما تُورث من الآباء إلى الأبناء، وتحيط بها محاذير اجتماعية ودينية كانت تضع حدوداً لقبولها، وإن كانت قد بدأت تتلاشى تدريجياً.
ترتبط أغاني الكوجر بالطبيعة وفصول العام، من أناشيد الحصاد إلى طقوس كيرافات وزيوا. لعبت الآلات التقليدية مثل الدوهول والزورنا والكمنشة دوراً محورياً في الاحتفالات، التي باتت تشمل اليوم الآلات الحديثة مثل الأورغ والجيتار. تواجه صناعة هذه الآلات محلياً تحديات عديدة، مما يستدعي استيرادها من تركيا. تُصنع الزورنا عادةً من خشب المشمش أو الجوز، مما يعكس عراقة تقاليد الكوجر وثراء تراثهم.
الآلات

الساز / الطنبور
آلة وترية من عائلة الأعواد ذات العنق الطويل وتُعرف آلات هذه العائلة أيضًا بالطنبور. آلة الساز موجودة في الثقافة الكردية والأيزيدية والتركية ولها أهمية كبيرة في الموروث الموسيقي الشعبي والديني. تتألف من صندوق صوتي يُصنع غالباً من شجر الجوز والتوت، ومن وجه يُصنع من شجر التنوب، ولها زند/عنق طويل يُصنع من خشب الزان. يحمل الزند ربطات سوداء تسمّى دساتين وهدفها تحديد مواضع النغمات. يتم وضع سبعة أوتار على آلة الساز وتربط في نهاية العنق عبر مفاتيح حديدية.

الكمنشة
آلة وترية، من نفس عائلة الكمنجة الإيرانية والجوزة العراقية، لكن هذا الشكل من الكمنشة معروف لدى الأكراد حيث تُعتبر واحدة من آلاتهم الشعبية. يتم صنع الصندوق الصوتي للآلة من خشب المشمش أو التوت، ويُشد على وجه الصندوق جلد سمك، وجلد غزال قديماً. أما الزند فيتم صنعه من خشب الزان. لآلة الكمنشه ثلاثة أوتار ويُستخدم قوس خشبي للعزف عليها.

المزمار / الزُرنة
آلة نفخية خشبية وُجدت في حضارات عديدة، لا سيما في غرب آسيا وشمال أفريقيا. يُعد المزمار أو الزُرنة كما يسميه الأكراد، من عائلة الآلات النفخية الشعبية، وما يميزه هو صوته المرتفع والقوي. لهذه الآلة ثلاثة أجزاء أساسية: الجسم وهو الجزء الأطول، يُصنع من خشب المشمش أو الجوز وهو أسطواني الشكل ويتسع قطره في الأسفل ويحتوي على سبعة ثقوب لإصدار النغمات وعلى ثقوب في أسفله بهدف دفع قوة الصوت. الجزء الثاني هو الريشة المزدوجة، تصنع من القصب ويتم ربطها ببعضها بخيط رفيع. تكون الريش قصيرة الحجم وحادة وهي الجزء الذي ينفخ فيه العازف ويكون مسؤول بشكل أساسي عن إصدار الصوت. أما الجزء الثالث، فهو الرابط بين الريش وجسم المزمار، وهو قطعة خشب أو قطعة حديد، أسطوانية الشكل لكنها أضيق من جسم المزمار، تدخل فيها الريش من الأعلى، وتدخل هي في جسم المزمار وتحتوي على ثقوب لإصدار الصوت.