
البقاع
مخيمات بر الياس للاجئين السوريين
تحتضن بلدة بر الياس اللبنانية، الواقعة بالقرب من زحلة، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين، وتُعتبر مجتمعاً حيوياً وصامداً. يعتمد سكان المخيمات في موضوع الموارد المعيشية على قربهم من مدينة زحلة. يضم المخيم حوالي 55,000 لاجئ، حملوا معهم ثقافتهم وعاداتهم التي ما زالت حاضرة وحية بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها.
في مخيمات اللاجئين السوريين قرب بر الياس، تُعتبر الموسيقى وسيلةً لكسب العيش للكثيرين. للموسيقى التركمانية وجود خاص في هذا المجتمع حيث أن نسبة كبيرة من سكانه هم من التركمان. في هذا المجتمع، تُنقل مهارات الموسيقى عبر الأجيال، مما يضمن استمرارية الثقافة. ما يميز هذا المجتمع هو مدى تقبله واندماج الموسيقى في الحياة اليومية، مما يؤكد على أهميتها الثقافية. تلعب النساء دوراً نشطاً في الأداء، وخصوصاً خلال مناسبات مثل احتفالات الحنة التي تسبق حفل الزفاف، حيث يقمن بغناء أغانٍ خاصة.
تُستخدم في المجتمع مجموعة متنوعة من الآلات، تشمل العود والبزق والمزهر والدربكة (الطبلة) والطبل والناي والمزمار والشبابة والربابة. اللافت أن بعض هذه الآلات تُصنع محلياً في القرية والمخيم، باستخدام مواد مثل القصب والجلود والخشب والفضة والبلاستيك. يشكل المهباج جزءاً فريداً من الثقافة المحلية، حيث يُستخدم في إعداد القهوة العربية، ويترافق ذلك مع الغناء والموسيقى، مما يعكس تشابك الموسيقى مع الأنشطة اليومية.
يبدي المجتمع اهتماماً كبيراً بتعلم وحفظ التراث الموسيقي، حيث يسعى الكبار لاكتساب المهارات الحرفية ونقلها إلى الجيل الجديد، ليظل هذا التراث جزءاً حياً من حياتهم.
الآلات

الربابة / الرُباب
هذه النسخة العربية من الربابة، وهي جزء من عائلة آلات موسيقية يجمعها أنها آلات خشبية ذات وتر واحد، ويتم العزف عليها بواسطة قوس خشب وتحمل في أغلب الأحيان الاسم ذاته. ظهرت آلة الربابة قديماً في حضارات عديدة، بدءاً من الهند وصولاً إلى بلاد فارس والبلاد العربية. بالنظر إلى المواد الخام المستخدمة لصنع الربابة العربية، يمكن استخلاص مكان نشأتها وهو البادية والصحراء العربية (مثل بادية العراق، الفرات، شبه الجزيرة العربية، المناطق الجردية مثل الهرمل..). هذه المواد هي عبارة عن خشب زان لصناعة الصندوق الصوتي، وجلد خاروف لتغطية وجه الصندوق، ووتر واحد مصنوع من شعر الخيل، وقوس خشب يُصنع من خشب الرمان أو الخيزران لليونته، ويُشدّ عليه وتر آخر من شعر الخيل.

الناي
آلة موسيقيّة نفخيّة مصنوعة من القصب البرّي، ظهرت قديماً في مصر والعراق وبلاد الشام، ولا يُعرف بالتحديد الزمن أو الحضارة الأولى التي ظهرت فيها. هذه الآلة هي واحدة من عائلة الآلات النفخية القصبية، وما يميزها هو طول القصبة التي تحتوي على تسع عقد وستة ثقوب وثقب سابع في الجانب الخلفي. تنفرد آلة الناي بأنها من الآلات الشعبية القليلة جداً، التي دخلت الموسيقى العربية الكلاسيكية وأصبحت جزءاً أساسياً من آلات التخت الشرقي.

المزمار
آلة نفخية خشبية وُجدت في حضارات عديدة، لا سيما في غرب آسيا وشمال أفريقيا. يُعد المزمار أو الزُرنة كما يسميه الأكراد، من عائلة الآلات النفخية الشعبية، وما يميزه هو صوته المرتفع والقوي. لهذه الآلة ثلاثة أجزاء أساسية: الجسم وهو الجزء الأطول، يُصنع من خشب المشمش أو الجوز وهو أسطواني الشكل ويتسع قطره في الأسفل ويحتوي على سبعة ثقوب لإصدار النغمات وعلى ثقوب في أسفله بهدف دفع قوة الصوت. الجزء الثاني هو الريشة المزدوجة، تصنع من القصب ويتم ربطها ببعضها بخيط رفيع. تكون الريش قصيرة الحجم وحادة وهي الجزء الذي ينفخ فيه العازف ويكون مسؤولاً بشكل أساسي عن إصدار الصوت. أما الجزء الثالث، فهو الرابط بين الريش وجسم المزمار، وهو قطعة خشب أو قطعة حديد، أسطوانية الشكل لكنها أضيق من جسم المزمار، تدخل فيها الريش من الأعلى، وتدخل هي في جسم المزمار وتحتوي على ثقوب لإصدار الصوت.