
النمرود
قرية التوفيقية
قرية التوفيقية، الواقعة في ناحية النمرود بمحافظة نينوى في العراق، تعد شاهداً على عراقة الزمن وامتداد التاريخ. قد تمتد جذورها إلى حقبة النبي إبراهيم، مما يضفي عليها طابعاً تاريخياً فريداً. رغم قِدمها، فإن القرية اليوم مسكن لحوالي 900 شخص، يحملون عبق الماضي وثقل إرثه. الموسيقى التقليدية، التي تعزف على آلات مثل الربابة والمطبق (المجوز)، تشكل أساس احتفالات التوفيقية، فيما تملأ أناشيد الحصاد الأجواء في المناسبات الخاصة، بنسيج صوتي يعكس عراقة الجذور الزراعية للقرية.
بالرغم من أن دخل الموسيقيين من حرفتهم متواضع، إلا أنهم يعززون دخلهم من خلال العمل في الزراعة. تُنقل المهارات الموسيقية بطرق تقليدية، حيث يحرص الموسيقيون على تعليم الأجيال الشابة بشكل مباشر. كما يحظى هذا التقليد بقبول واسع في المجتمع، فيشارك الشعراء في إثراء الأغاني بكلمات من واقعهم، تحديداً من خلال كتابة العتابا والنايل والسويحلي، وهي قوالب غنائية معروفة في العراق ومناطق أخرى من بلاد الشام.
تتميز مناسبات الفرح، مثل حفلات الختان والتخرج، بأنغام الربابة والمطبق والطبل، مع حضور حديث للأورغ (الكيبورد). تشتهر منطقة النمرود بصناعة آلة الربابة من مادة الصفيح بهدف تقليل التكلفة، بالإضافة إلى استخدام مواد مثل الخشب وشعر الأحصنة.
الآلات

الربابة الحديد
تأتي الربابة الحديد/الصفيح من عائلة الربابة الخشب، وهي بدأت كمحاولة لصنع الآلة بتكاليف أقل، إذ أن استخدام الخشب والجلد يعتبر أكثر كلفة. ينتشر هذا الشكل من الربابة في العراق والجزيرة السورية. يتم صنع هذه الربابة من صندوق حديديّ، يتم فتحه من الجوانب لدفع قوة الصوت، أما الزند فيُصنع من الخشب، ويتم استخدام شعر الحصان للوتر والقوس.

المجوز/ المطبق
آلة نفخية خشبية، وبالعاميّة مجوز تعني مزدوج، لأنها عبارة عن قصبتين مزدوجتين. وُجدت هذه الآلة قديماً في بلاد الشام حيث تشتهر باسم مجوز وفي العراق حيث يسمونها مِطبِق. تُصنع الآلة من قصب الغاب، وهي عبارة عن قصبتين بطولٍ متساوٍ، يتم لصقهما ببعضهما بواسطة خيط وباستخدام شمع العسل. تضاف إلى القصبتين من الأعلى، قطعتان رفيعتان من الخشب تسميان “الرِيَش”، وهما المصدر الأساسي للصوت والمكان الذي ينفخ به العازف. يشتهر العزف على المجوز بتنقية التنفس الدائري، أي أن العازف يقلب نفسه كي لا ينقطع النفخ وبذلك يستطيع عزف ألحان طويلة.