
سلمية
برّي الشرقي
تتميز منطقة ريف حماه الشرقي في سوريا بتنوعها الجغرافي والديموغرافي واتساع أراضيها الزراعية لوقوعها على ضفاف نهر العاصي، وتعتبر مدينة سلمية التي تقع على بعد 30 كيلومتراً شرق مدينة حماه مركز المنطقة، وتوصف بأنها بوابة على البادية، ومن العوامل التي أعطتها أهمية كبيرة كونها مركزاً لانتشار الدعوة الإسماعيلية. يعود تاريخها للقرون الأولى للميلاد، وقد شهدت مراحل عديدة من التخريب والدمار والهجرة وإعادة البناء، وفيها الكثير من المعالم الأثرية التي تعود لحقب مختلفة. أما إعمارها الأخير والحديث فيعود لمنتصف القرن التاسع عشر، حين قدم إليها بشكل أساسي الاسماعيليون من مختلف الأنحاء في سوريا ولبنان مثل طرطوس وعكار ومصياف، فاستقروا فيها وبدأوا بإعمارها وزراعتها والتوسع حولها. ويعمل أهلها في القطاعين الحكومي والخاص والزراعة وتربية المواشي والتجارة وكذلك الموسيقى..
أما بلدة بري الشرقي فقد بدأ العمران فيها في منتصف القرن التاسع عشر، وكانت تتميز بخصوبة أرضها فجذبت العديد من العائلات لتقطنها وتستقر فيها، وجميع سكانها من الطائفة الإسماعيلية وفيها مجلس اسماعيلي محلي. وتعتبر من أهم المراكز الموسيقية في المنطقة إذ خرجت منها عائلة “حديد” التي أسست لنمط الغناء الفلكلوري السلموني بمرافقة الربابة على وجه الخصوص.
بذلك يعتبر الغناء والموسيقى في سلمية عبارة عن “خليط مدني بدوي”، فقد تأثر السلامنة باللهجة البدوية غناء وموسيقا وكان يدفعهم إلى ذلك الرغبة في التأقلم وفهم عادات وتقاليد المحيط البدوي. وتتميز المنطقة بالعديد من الشعراء الذين نظموا أبياتاً صارت من أشهر الأغنيات، وتتضمن صوراً غزلية أو حزينة أو صوفية أو فلسفية.
ومن أنواع الغناء في سلمية العتابا والموليا والنايل والهجيني والسويحلي والغناء الديني، كما تظهر تأثيرات الغناء العراقي الذي يحبه أهل المنطقة كثيراً.
في سلمية وريفها لا تعد الموسيقى مجرد فن، بل جزءاً من الحياة اليومية ومصدر رزق، حيث تستخدم آلات تقليدية مثل العود والبزق والربابة. يتقن الحرفيون المحليون في سلمية وبري الشرقي صناعة هذه الآلات بمهارة فريدة، مستخدمين مواد متنوعة مثل الخشب والقصب وجلود الحيوانات. ورغم براعتهم، يواجه من يسعى لكسب العيش من هذه الحرفة تحديات بسبب الطلب المحدود على هذه الآلات التقليدية المتخصصة، مما يجعل الحفاظ على هذه الصنعة العريقة أمراً صعباً.
الآلات

الربابة / الرُباب
هذه النسخة العربية من الربابة، وهي جزء من عائلة آلات موسيقية يجمعها أنها آلات خشبية ذات وتر واحد، ويتم العزف عليها بواسطة قوس خشب وتحمل في أغلب الأحيان الاسم ذاته. ظهرت آلة الربابة قديماً في حضارات عديدة، بدءاً من الهند وصولاً إلى بلاد فارس والبلاد العربية. بالنظر إلى المواد الخام المستخدمة لصنع الربابة العربية، يمكن استخلاص مكان نشأتها وهو البادية والصحراء العربية (مثل بادية العراق، الفرات، شبه الجزيرة العربية، المناطق الجردية مثل الهرمل..). هذه المواد هي عبارة عن خشب زان لصناعة الصندوق الصوتي، وجلد خاروف لتغطية وجه الصندوق، ووتر واحد مصنوع من شعر الخيل، وقوس خشب يُصنع من خشب الرمان أو الخيزران لليونته، ويُشدّ عليه وتر آخر من شعر الخيل. #8b2a28

المجوز/ المطبق
آلة نفخية خشبية، وبالعاميّة مجوز تعني مزدوج، لأنها عبارة عن قصبتين مزدوجتين. وُجدت هذه الآلة قديماً في بلاد الشام حيث تشتهر باسم مجوز وفي العراق حيث يسمونها مِطبِق. تُصنع الآلة من قصب الغاب، وهي عبارة عن قصبتين بطولٍ متساوٍ، يتم لصقهما ببعضهما بواسطة خيط وباستخدام شمع العسل. تضاف إلى القصبتين من الأعلى، قطعتين رفيعتين من الخشب تسميان “الرِيَش”، وهما المصدر الأساسي للصوت والمكان الذي ينفخ به العازف. يشتهر العزف على المجوز بتنقية التنفس الدائري، أي أن العازف يقلب نفسه كي لا ينقطع النفخ وبذلك يستطيع عزف ألحان طويلة.