
الهرمل
تُعد مدينة الهرمل من المناطق القليلة جداً في لبنان التي تحمل طابعاً بدوياً وريفياً في الوقت نفسه، وهو ما يظهر جلياً في تقاليد سكانها. تقع في شمال شرق لبنان، على ارتفاع 780 متراً فوق سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 50,000 نسمة. تبعد عن العاصمة بيروت 143 كيلومتراً، وتعد بعلبك أقرب المدن إليها. الزراعة كانت، ولا تزال، الركيزة الأساسية لاقتصاد الهرمل، إلا أن تطور المشهد الاقتصادي أتاح تنويع الأنشطة ليشمل الحرف اليدوية والخدمات، مما ساهم في تكيّف الهرمل مع المتغيرات الزمنية وضمان ازدهار سكانها.
في الهرمل، تجمع الموسيقى بين جمال الألحان الشعبية العريقة ونكهة الموسيقى الحديثة. لا تزال الآلات التقليدية مثل الربابة والمنجيرة والناي والعود والطبل جزءاً لا يتجزأ من المشهد الموسيقي، حيث تصدح بأنغام تمتد جذورها إلى الألحان الشعبية القديمة. ومع ذلك، فقد تبنت الهرمل أيضاً آلات حديثة مثل الجيتار والبيانو، مما أضفى لمسة عصرية على الموسيقى المحلية. ومن اللافت أن الموسيقيين في الهرمل لا يعتمدون بشكل رئيسي على حرفتهم كمصدر للدخل، بل يشاركون في جلسات تدريبية منتظمة تنظمها البلدية، يتعلمون فيها المهارات الموسيقية التقليدية والحديثة على حد سواء.
تحتفل الهرمل بالموسيقى في مناسبات عديدة، مثل أعياد الميلاد والحفلات والتجمعات العائلية، ويخصص يوم للموسيقى يجمع أهل المدينة وزوارها للاحتفاء بحبهم للموسيقى. في هذا اليوم، تعم الأجواء الحيوية المفعمة بالحياة، ويستمتع الجميع بالأنغام الجميلة والإيقاعات المميزة التي تعكس روح المنطقة وتراثها الغني.
الآلات

الربابة / الرُباب
هذه النسخة العربية من الربابة، وهي جزء من عائلة آلات موسيقية يجمعها أنها آلات خشبية ذات وتر واحد، ويتم العزف عليها بواسطة قوس خشب وتحمل في أغلب الأحيان الاسم ذاته. ظهرت آلة الربابة قديماً في حضارات عديدة، بدءاً من الهند وصولاً إلى بلاد فارس والبلاد العربية. بالنظر إلى المواد الخام المستخدمة لصنع الربابة العربية، يمكن استخلاص مكان نشأتها وهو البادية والصحراء العربية (مثل بادية العراق، الفرات، شبه الجزيرة العربية، المناطق الجردية مثل الهرمل..). هذه المواد هي عبارة عن خشب زان لصناعة الصندوق الصوتي، وجلد خاروف لتغطية وجه الصندوق، ووتر واحد مصنوع من شعر الخيل، وقوس خشب يُصنع من خشب الرمان أو الخيزران لليونته، ويُشدّ عليه وتر آخر من شعر الخيل.

الشبابة / المنجيرة
آلة موسيقية شعبية نفخيّة، تُعرف أيضاً بالمنجيرة أو البنجيرة أو القصبية. تشتهر بصوتها الرفيع والقريب للصفير، ويعود هذا إلى حجم قصبتها الرفيع والقصير نسبياً (حوالى ٣٨ سم). تشتهر الشبابة في بوادي الأردن وسهل حوران عامة، وكذلك في الهرمل حيث يسمونها المنجيرة. كانت تُصنع قديماً من القصب فقط، أما حديثاً، فقد أصبح العازفون يستخدمون الأنابيب المعدنية لخفتها وسهولة ثقبها.

الناي
آلة موسيقيّة نفخيّة مصنوعة من القصب البرّي، ظهرت قديماً في مصر والعراق وبلاد الشام، ولا يُعرف بالتحديد الزمن أو الحضارة الأولى التي ظهرت فيها. هذه الآلة هي واحدة من عائلة الآلات النفخية القصبية، وما يميزها هو طول القصبة التي تحتوي على تسع عقد وستة ثقوب وثقب سابع في الجانب الخلفي. تنفرد آلة الناي بأنها من الآلات الشعبية القليلة جداً، التي دخلت الموسيقى العربية الكلاسيكية وأصبحت جزءاً أساسياً من آلات التخت الشرقي.