
إربد
قرية الطيبة
قرية الطيبة، الواقعة في محافظة إربد بالأردن، تعد مشهداً ساحراً بين التلال، حيث تبعد 18 كم غرب إربد و80 كم عن عمان، على ارتفاع 385 متراً فوق مستوى سطح البحر. في عام 2022، بلغ عدد سكانها 60,970 نسمة. تقوم الطيبة على اقتصاد متنوع يشمل الزراعة والتجارة والصناعات الخفيفة، مما يعزز من تمازج تقاليدها مع جمالها الطبيعي، لتصبح وجهة مميزة وفريدة من نوعها.
يُحتفل بالمناسبات الدينية في الطيبة، مثل عيد الأضحى وعيد الفطر والإسراء والمعراج والمولد النبوي، بتوزيع الحلويات وتبادل الزيارات الجماعية، مما يضفي أجواءً من المحبة والدفء المجتمعي. أما حفلات الزفاف في الطيبة، فهي تتجذر بعمق في التقاليد، حيث تُرافقها موسيقى شعبية تُعزف على آلات مثل المجوز والشبابة والعود والطبلة والمهباج، وتملأ الأنغام التقليدية أجواء الأفراح، لتكون بمثابة احتفاء بالتراث الثقافي للمنطقة. الأعراس ليست مجرد مناسبات للعروسين، بل هي تجمع للمجتمع بأكمله، تشاركه في الفرح والأصالة.
في قلب الطيبة الثقافي بالأردن، تقود قوالب غنائية مثل الهجيني التراث الموسيقي، مشكّلةً تقليداً نابضاً بالحياة. ورغم أن الموسيقى لا تُعد مصدر دخل رئيسي للعديد من السكان، إلا أنها فن عريق يُتناقل عبر الأجيال. يحتضن المجتمع الموسيقى بكل حب، مقدّراً أهمية الحفاظ على العادات والتقاليد القديمة. تُجلب معظم الآلات الموسيقية من المدن الكبرى، بينما تظل صناعة المهباج فناً محلياً يعكس تفاني المجتمع في حفظ تراثه. ورغم التحديات المتعلقة بنقص المواد الخام، تبقى الرغبة قوية لدى الناس لتعلم هذا الفن والمحافظة على الحرف التراثية المتوارثة.
الآلات

المهباج / المهباش
جرن خشبي مصنوع من جذوع الأشجار الحرجية مثل شجر البطم والبلوط والزان والخروب وغيرها. يستخدم المهباج أو المهباش (كما يسمونه في سهل حوران) لطحن الحبوب والبن أساساً، لكنه أصبح يستخدم مع الوقت كآلة إيقاعية ترافق المغنّين والعازفين في الأفراح والمناسبات، تحديداً في بادية الأردن وبادية فلسطين. مثلاً، يعتبر “الهجيني” وهو قالب غنائي شعبي، من أشهر القوالب التي ترافقها دقة المهباش. بالنسبة لعملية صنع المهباش، يتم تجويف ثلثي الجذع، وينتهي هذا التجويف بفتحة أضيق في الأعلى، حيت يتم لاحقاً تلبيسها بالفضة أو النحاس. بعد التجويف الداخلي تتم عملية زخرفة الخشب من الخارج، مع عمل أربعة تجويفات خارجية هدفها التقليل من وزنه. للمهباش عصا أو مدقة، تُصنع عادة من خشب أخفّ وأليَن من خشب الجرن.

الأرغول / اليرغول
آلة موسيقية شعبية من عائلة الآلات النفخيّة، عُرفت قديماً في مصر وبلاد الشام، تحديداً في سهل حوران وفلسطين، حيث تعتبر واحدة من أكثر الآلات الموسيقية المستخدمة في المناسبات الاجتماعية والحفلات حتى الآن. يُصنع الأرغول / اليرغول من خشب الغاب أو البوص، وهو عبارة عن قصبتين متلاصقتين، واحدة أطول من الأخرى. القصبة القصيرة تحتوي على ستة ثقوب، كل ثقب يدل على نغمة معينة، أما القصبة الطويلة مهمتها إصدار نغمة واحدة ترافق اللحن، وهذا ما يميز الأرغول ويعطيه هوية صوتية متفردة.

الشبابة
آلة موسيقية شعبية نفخيّة، تُعرف أيضاً بالمنجيرة أو البنجيرة أو القصبية. تشتهر بصوتها الرفيع والقريب للصفير، ويعود هذا إلى حجم قصبتها الرفيع والقصير نسبياً (حوالى ٣٨ سنتم). تشتهر الشبابة في بوادي الأردن وسهل حوران عامة، وكذلك في الهرمل حيث يسمونها المنجيرة. كانت تُصنع قديماً من القصب فقط، أما حديثاً، فقد أصبح العازفون يستخدمون الأنابيب المعدنية لخفتها وسهولة ثقبها.